تحت رعاية جمعية الرحالة السعوديين، انطلقت فعاليات معرض الرياض الدولي للسفر 2022 في دورته الثانية عشرة، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. المعرض، الذي يُعتبر واحدًا من أهم الفعاليات السياحية في الشرق الأوسط، يأتي هذا العام تحت شعار “عالم جديد”، ليعكس التغيرات الكبرى التي يشهدها قطاع السفر والسياحة عالميًا، ويفتح آفاقًا جديدة للشركات والمتخصصين في المجال.
تميزت هذه النسخة بمشاركة غير مسبوقة من 29 دولة وأكثر من 57 جناحًا متخصصًا و105 جهات سياحية، ما يجعله من أكبر التجمعات السياحية في المنطقة. ويؤكد هذا الزخم الكبير نجاح المملكة في تعزيز موقعها كمركز رئيسي للسياحة والسفر على المستويين الإقليمي والدولي.
مشاركات دولية واسعة وفرص استثمارية في قطاع السفر
شهد المعرض هذا العام حضور جهات سياحية كبرى، منها سياحة العلا، طيران ناس، هيئة أذربيجان السياحية، هيئة سياحة المالديف، سيشل، جمهورية التشيك، وهيئة سياحة سراييفو، إلى جانب هيئة تنشيط السياحة بالأردن، جنوب أفريقيا، مالطا، وكوريا الجنوبية. كما استقطب المعرض دولًا تشارك لأول مرة، مثل تنزانيا، طاجيكستان، ومالطا، مما يعكس مدى التوسع في سوق السفر السعودي والانفتاح على وجهات جديدة.
المعرض لم يقتصر فقط على الجهات السياحية التقليدية، بل شمل أيضًا شركات الطيران، ومنظمي الرحلات، والفنادق العالمية، وشركات السياحة العلاجية، والتكنولوجيا السياحية، حيث أتاح الفرصة للزوار والمستثمرين للتواصل مع أهم العلامات التجارية في القطاع، واستكشاف أحدث الخدمات والوجهات المتاحة.
السعودية وجهة سياحية عالمية بفضل رؤية 2030
في إطار رؤية السعودية 2030، تشهد المملكة تحولات كبيرة في قطاع السياحة، حيث تعمل على تطوير مشاريع ضخمة مثل نيوم، البحر الأحمر، القدية، والدرعية، والتي تهدف إلى جعل السعودية واحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم. ويعكس المعرض هذه الجهود من خلال تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية والمشاريع المستقبلية في المجال.
وأكد طلال الحربي، مدير جمعية الرحالة السعوديين، أن معرض الرياض للسفر هذا العام يحمل أهمية خاصة، حيث يُعد منصة رئيسية تجمع رواد القطاع من مختلف دول العالم، مما يساعد على تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الشركات السياحية. كما أشار إلى أن قطاع السياحة السعودي يشهد انتعاشًا غير مسبوق بفضل الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وهو ما أدى إلى زيادة الإقبال على السياحة الداخلية والخارجية.
التكنولوجيا والسياحة الذكية محور اهتمام المعرض
أحد أبرز ملامح معرض الرياض الدولي للسفر 2022 هو التركيز على التكنولوجيا والابتكار في صناعة السياحة، حيث شهد الحدث مشاركة شركات متخصصة في التقنيات الذكية، والحجوزات الرقمية، وحلول السفر المبتكرة، والتي تسهم في تسهيل تجربة المسافرين وجذب المزيد من السياح إلى المملكة.
في هذا السياق، صرّح بندر القريني، المدير العام لشركة أساس المنظمة للمعرض، بأن هذه الدورة تُعد فرصة استثنائية للمتخصصين في مجال السياحة للاطلاع على أحدث الابتكارات، ومواكبة التطورات التي تساعد في تعافي القطاع بعد جائحة كوفيد-19، خاصة مع الطلب المتزايد على الرحلات السياحية في المملكة.
وأضاف أن المعرض يُعتبر منصة مثالية للمواطنين والمقيمين لاكتشاف أحدث الوجهات السياحية والعروض الخاصة، خصوصًا مع اقتراب موسم الإجازات، حيث يبحث السعوديون عن أفضل الوجهات الداخلية والخارجية لقضاء العطلات.
السعودية تعزز مكانتها في صناعة السفر العالمية
مع تزايد عدد المشاركين والزوار، أثبت معرض الرياض الدولي للسفر 2022 أنه أكثر من مجرد فعالية محلية، بل هو نافذة عالمية تعرض إمكانيات المملكة السياحية وتفتح أبوابًا جديدة للتعاون الدولي. كما يعزز من جهود المملكة في أن تصبح واحدة من أفضل الوجهات السياحية عالميًا بحلول 2030، وذلك من خلال تطوير بنيتها التحتية، وتنويع منتجاتها السياحية، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
من خلال هذا الحدث، تُثبت المملكة أنها ليست فقط محطة للزوار، بل أيضًا شريك أساسي في رسم مستقبل السياحة العالمية، حيث يواصل القطاع تحقيق نجاحات متتالية، ويؤكد دوره الحيوي كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني.
ختام المعرض وتأثيره على مستقبل السياحة في المملكة
مع انتهاء فعاليات المعرض، تتجه الأنظار إلى نتائج هذا الحدث ومدى تأثيره على قطاع السياحة السعودي، سواء من حيث تعزيز العلاقات الدولية، أو جذب مزيد من الاستثمارات، أو حتى تقديم تجارب جديدة للمسافرين. فالمملكة اليوم لم تعد مجرد نقطة انطلاق للمسافرين، بل أصبحت وجهة سياحية بحد ذاتها، تنافس على مستوى عالمي.