
حين تتحوّل الرحلة إلى درس في الوعي البيئي: جهود جمعية الرحالة بقيادة “علي بن رويه” في بناء سلوك مستدام
مقدمة:
ليست كل رحلة تبدأ وتنتهي عند المكان، فبعض الرحلات تُثمر وعيًا يتجاوز الزمان والموقع. هذا ما تُجسده جمعية الرحالة، حين جعلت من السياحة التربوية وسيلةً فعالة لغرس سلوك بيئي مستدام في نفوس المشاركين، لا سيما فئة الناشئة والشباب.
بدمج الرحلة بالتربية، والترحال بالمعرفة، تحوّلت البرامج السياحية التي تنظمها الجمعية إلى تجارب تربوية تفاعلية، تسهم في صناعة جيلٍ واعٍ ومسؤول بيئيًا ومجتمعيًا.
من المتعة إلى المسؤولية:
من خلال مبادرات مثل “رحلات المعرفة والمتعة“، تجاوزت الجمعية المفهوم التقليدي للرحلات الداخلية، لتقدّم نموذجًا جديدًا يقوم على:
- تعزيز الوعي البيئي
- ترسيخ السلوك السياحي المسؤول
- تنمية قيم الترشيد والحفاظ على الموارد
- بناء احترام حقيقي للطبيعة ومكوّناتها
بقيادة إعلامية واعية:
وفي واحدة من الجلسات التوعوية المتميزة التي أُقيمت مؤخرًا ضمن أنشطة الجمعية، قدّم عضو مجلس الإدارة والإعلامي الأستاذ علي بن رويه لقاءً ثريًا للطلاب حول أهمية الحفاظ على البيئة أثناء الرحلات.
تناولت الجلسة بأسلوب تفاعلي القيم البيئية المتصلة بالسياحة، وسلّط الضوء على ممارسات الرحالة الأوائل، ورسّخت مفاهيم مثل:
- “لا تترك أثرًا”
- “سافر بخفّة… وكن رحّالة مسؤولًا”
وقد شكّلت الجلسة مثالًا حيًا على دور مجلس الإدارة في تعزيز التوعية البيئية، وتفعيل الشراكة المجتمعية لبناء جيل أكثر التزامًا ووعيًا.
أدوات غرس الوعي البيئي:
تعتمد الجمعية منهجًا تربويًا قائمًا على التجربة والممارسة، من خلال:
- ورش توعوية ميدانيةفي المواقع السياحية، تُبرز أهمية ترك المكان نظيفًا واحترام الأنظمة البيئية.
- أنشطة تطبيقيةتتيح للطلاب رؤية أثر التلوث أو الإهمال، وربط النتائج بالسلوك اليومي.
- دمج المحتوى البيئيضمن الزيارات التعليمية للمتاحف والحدائق والمواقع الطبيعية.
- محاكاة واقعيةلحالات بيئية متضررة، تُعرض للطلاب لبناء تعاطف حقيقي وسلوك واعٍ.
الأثر في سلوك المشاركين:
لقد تركت هذه الرحلات أثرًا ملموسًا في سلوك المشاركين، ومن أبرز المظاهر:
- تحوّل نظرتهم للنفايات والحياة البرية والمواقع الطبيعيةإلى نظرة واعية ومسؤولة.
- انتقال العبارات التوعوية مثل “لا تترك أثرًا” من الشعار إلى التطبيق.
- نقل المعرفة البيئية من الطلاب إلى أسرهم ومجتمعاتهم،مما وسّع دائرة التأثير.
نموذج وطني رائد:
أصبحت جمعية الرحالة من الجهات الرائدة في نشر الثقافة البيئية داخل المملكة، عبر أساليب مبتكرة تُلائم بيئة الرحلات وتستهدف فئات متعددة.
وتتوافق جهود الجمعية مع رؤية السعودية 2030 في مجالات:
- جودة الحياة
- المسؤولية المجتمعية
- تنمية السياحة الداخلية
- حماية الموارد البيئية
خاتمة:
حين تتحوّل الرحلة إلى درس في القيم والسلوك، ويتحوّل الترفيه إلى أداة تربوية لبناء وعي بيئي، نكون أمام تجربة فريدة تستحق أن تُعمم.
وهذا ما تصنعه جمعية الرحالة، عبر قيادتها الواعية، وأعضاء مجلس إدارتها، حين يبنون جيلًا يترحل بحب… ويترك أثرًا طيبًا، لا أثرًا بيئيًا سلبيًا.