“لا تترك أثرًا”… حين تتحوّل المبادئ البيئية إلى سلوك متجذّر لدى النشء

حين تتحوّل المبادئ البيئية إلى سلوك متجذّر لدى النشء2
لا تترك أثرًا”… حين تتحوّل المبادئ البيئية إلى سلوك متجذّر لدى النشء

“لا تترك أثرًا”… شعار بيئي بسيط في حروفه، عميق في رسالته، لكنه مع جمعية الرحالة لم يظل مجرد عبارةٍ تُردّد في بداية الرحلات، بل تحوّل إلى سلوك حيّ يتجذّر في وعي الناشئة.

من خلال برامجها التربوية والسياحية، ساهمت الجمعية في بناء ثقافة بيئية مسؤولة، تُمارَس فعليًا في ميادين الطبيعة، وتُنقل لاحقًا إلى البيوت والمدارس والمجتمعات.

فلسفة “لا تترك أثرًا” باختصار:

هو مبدأ بيئي عالمي يقوم على احترام الطبيعة وعدم الإضرار بها خلال التنقل أو التخييم أو الاستمتاع بالمواقع السياحية.
وتشمل قواعده الأساسية:

  • عدم ترك المخلفات أو النفايات خلفك
  • تجنّب إتلاف النباتات والحياة الفطرية
  • الحد من التلوث الضوضائي والبصري
  • احترام خصوصية المكان والزمان والناس
  • استخدام الموارد البيئية برفق ومسؤولية

كيف غرست جمعية الرحالة هذا المبدأ في النشء؟

اعتمدت الجمعية منهجًا عمليًا وتجريبيًا في توصيل المفاهيم البيئية، وذلك من خلال:

  • ورش تدريبية ميدانيةضمن برامج مثل “الرحالة الصغير” و”رحلات المعرفة والمتعة”، تستهدف الطلاب واليافعين.
  • جلسات توعوية تفاعليةيقودها مدرّبون مختصون، من أبرزهم المدرب والرحّالة عقاب العقاب، عضو الجمعية، الذي قدّم مفاهيم “لا تترك أثرًا” بأسلوب تطبيقي يعزز الاقتناع لا الحفظ.
  • أنشطة في بيئات حقيقيةكالجبال والوديان والمخيمات، يمارس فيها النشء المبادئ البيئية بأنفسهم.
  • مواد توعوية مرئية ومكتوبةتُوزّع على المشاركين وتُستخدم ضمن الفعاليات كمرجعية سلوكية.

نتائج ملموسة على مستوى السلوك:

لقد ظهرت نتائج هذه الجهود بشكل مباشر في سلوك المشاركين، ومن أبرزها:

  • تحوّل حقيقي في تعامل الأطفال والناشئة مع البيئة المحيطة، خاصة في الوعي بالنفايات، واحترام المساحات الطبيعية.
  • ترديد العبارات البيئية مثل “لا تترك أثرًا” بشكل تلقائي، مما يعكس أنها أصبحت جزءًا من القيم الشخصية.
  • نقل المبادئ إلى الأهل والأقران، عبر سرد التجربة أو محاكاتها في الرحلات العائلية أو المدرسية.

أهمية هذا التوجّه في السياق السعودي:

مع النمو المتسارع في قطاع السياحة الداخلية، والارتفاع الملحوظ في نشاطات “الهايكنج” و”الكشتات”، أصبحت الحاجة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى النشء أولوية وطنية، خصوصًا في ظل التنوع البيئي الغني للمملكة.

وقد ساهمت جمعية الرحالة في ملء هذا الفراغ التوعوي عبر برامج رحلات ذات أثر طويل المدى، تعتمد على التربية بالممارسة، وليس بالتلقين.

سياحة مسؤولة في خدمة رؤية 2030:

تنتمي هذه المبادرات إلى الأطر التي تواكب رؤية السعودية 2030، لا سيما في محاور:

  • تعزيز جودة الحياة
  • رفع الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية
  • حماية الموارد الطبيعية
  • تمكين المجتمع من إدارة المواقع السياحية والحفاظ عليها

خاتمة:

إن النجاح الحقيقي لأي مبدأ توعوي لا يكمن في انتشاره، بل في تحوّله إلى سلوكٍ راسخ، وهذا ما حققته جمعية الرحالة عبر ترسيخ قيم “لا تترك أثرًا” في أجيال اليوم.

وبفضل جهود ميدانية واعية، وقيادات تدريبية متميزة كـ  المدرب و الرحالة عقاب العقاب، أصبحت البيئة شريكًا في الرحلة، لا ضحية لها.
وبات النشء السعودي يرتحل بخفّة… ويترك أثرًا طيبًا فقط.